السبت، 3 ديسمبر 2011

الحركة الكشفية في بنغازي .......البدايات والتأسيس



الحركة الكشفية في بنغازي
البدايات والتأسيس
محمد العنيزي






جمعية عمر المختار وفريق الكشاف الليبي:


تأسست جمعية عمر المختار في مدينة بنغازي بتاريخ 4/4/1943، وكانت تقوم بنشاطات رياضية. ومن ضمن النشاطات التي قامت بها الجمعية تأسيس أول فرقة للكشاف الليبي في مدينة بنغازي.

أدرك المركز العام لجمعية عمر المختار أهمية النشاط الكشفي كعمل تطوعي ودوره التربوي في غرس القيم والمثل العليا في نفوس الشباب والناشئة. وكذلك أهمية ما يقوم به أفراد الكشافة من أعمال تطوعية تعود على البلاد بالنفع في وقت كانت فيه مدينة بنغازي في طور إعادة البناء بعد أن خرجت من سنوات الحرب العالمية التي ألحقت الدمار بالمباني وخلفت الفقر والبؤس.


وكان المركز العام للجمعية آنذاك على معرفة بواقع الأقطار العربية والتي سبقت بلادنا في مجال الحركات الكشفية. مثل مصر ولبنان وتونس والجزائر والمغرب والعراق. لذلك حاول المركز العام لجمعية عمر المختار تأسيس فريق الكشاف الليبي في عام 1944 لكنه لم يوفق في ذلك. لتطرح الفكرة بعد ذلك مرة ثانية في عام 1947 حيث بعثت الجمعية بإشعار إلى الإدارة العسكرية البريطانية بخصوص تأسيس فريق للكشاف الليبي وكان الرد بالموافقة واستحسان الفكرة. وأرسلت الجمعية بعد ذلك رسالة إلى المركز العام للكشاف العالمي في لندن تطلب فيها انتساب كشافها إليه ولكنها لم تتلق الرد بالموافقة.



أفراد فريق الكشاف الليبي التابع لجمعية عمر المختار


تأسست أول فرقة للكشاف الليبي وتم اختيارأعضاء لمجلس إدارة الكشاف وهم: محمود الشريف - علي بوقعيقيص - محمد حمي - الصالحين زواوة - سالم مخلوف. ومن بين هؤلاء الأعضاء تم انتخاب المرحوم الصالحين أحمد زواوة قائدا عاما لفرقة الكشاف وذلك لما يتمتع به من لياقة بدنية عالية. وقد تم تقسيم الفريق إلى سبع طلائع هي:

- طليعة أسامة بن زيد

- طليعة جعفر بن أبي طالب
- طليعة خالد بن الوليد
- طليعة عبدالله بن رواحة
- طليعة الإسعاف
- طليعة المطافيء
- طليعة الموسيقى

لاقى فريق الكشاف الليبي التابع للجمعية تشجيعا ماديا من الأهالي الذين تبرعوا بمبالغ مالية كل حسب إمكانياته. ومنهم من تبرع بالمعدات اللازمة لأفراد الفريق والبعض الآخر كان يتبرع بالمواد الغذائية اللازمة حين يقوم أفراد الفريق برحلة خارج بنغازي. كما يقوم آخرون بنقل الفريق أثناء رحلاته في سياراتهم الخاصة.


ومنذ بداية تأسيس الفريق تم تنظيم فرق تدربت على المطافئ وكيفية إطفاء الحرائق وإنقاذ المصابين. والإسعافات الأولية التي كان الدكتور اليوناني ليفانتاكس الذي جاء مع الجيش البريطاني يقوم بمهمة تعليمها لأفراد الكشاف ونذكر من ضمن أفراد طليعة الإسعاف:


عبد الرحمن بن شكبان وهو ممرض قدير - وعمر بوشيحة الذي كان متخصصا في الصيدلة.


وكان ابراهيم سالم بن عامر (رئيس نقابة الميكانيكيين فيما بعد) يدرب الأفراد على الميكانيكا. أما طليعة الموسيقى فقد كان يقوم بتدريبها على عزف المقطوعات أحد أفراد البوليس الليبي ويدعى عكوش ونذكر من المنتسبين لهذه الطليعة: امحمد فرج الكوافي - حسين محمود الشاعري - عبد الوهاب بوقرين - عوض ساطي - يوسف الدلنسي وهوالكاتب والقاص المعروف.


وكانت طليعة الموسيقى تجوب شوارع مدينة بنغازي بلباسها الكشفي وخاصة في المساءات الصيفية. وفي مقدمتها القائد العام لفريق الكشاف الصالحين زواوة. حيث كانت تعزف المقطوعات الموسيقية وتلاقي إعجاب الناس فيما يسير الصغار خلفها مبتهجين. وكانت هذه الجولات الموسيقية نوعا من الدعاية للكشاف الليبي لغرض اجتذاب أكبر عدد من الشباب للإلتحاق به.


وكان للأستاذ المرحوم علي بوسنينة دور كبير في تدريب أفراد الكشاف وتلقينهم المعلومات المتعلقة بالكشافة العالمية حيث كان يبحث عن الكتب المتخصصة في هذا الشأن وياتي بها من لندن لينقل منها المعلومات. كما أن القائد العام الصالحين زواوة كان يدرب الأفراد على حركات اللياقة البدنية والتمرينات الشاقة. وكل هذه التدريبات كانت تتم في نادي الجمعية الذي كان يقع على امتداد شارع عمرو بن العاص مقابل مصنع شفيق خزام للمنسوجات.


وقد تم تأسيس قسم للعهدة يتبع الفريق الكشفي تخزن فيه الملابس والمهمات والأدوات المختلفة وأشرف على هذا القسم القائد مصطفى الزياني وبمساعدة ابراهيم محمد القرقوري.


وقد قام فريق الكشاف التابع لجمعية عمر المختار بعدة نشاطات كشفية من زيارات ورحلات إلى اجدابيا والمرج والبيضا وشحات ودرنة حيث أقاموا المعسكرات التدريبية الكشفية.


واستمر نشاط هذا الفريق إلى أن توقفت جمعية عمر المختار وذلك عندما صدر قرار حكومي بحلها في يوليو عام 1951.


تأسيس فرقة كشاف بنغازي:


في عام 1955 قام الدكتور منصور محمد الكيخيا بتأسيس فرقة كشفية في مدينة بنغازي وذلك بالتنسيق مع القائد علي خليفة الزائدي والذي أسس الحركة الكشفية في طرابلس عام 1954.


وقد بدأت الحكاية عندما أرسلت حكومة ولاية برقة مجموعة من الموظفين إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لتلقي دورة تأهيلية في الإدارة والأعمال المالية وهناك التقى أفراد المجموعة بالقائد علي خليفة الزائدي وتعرفوا عليه.



علي خليفة الزائدي


سيرة ذاتية:

- علي خليفة الزائدي من مواليد مدينة الخمس عام 1909

- هاجرت أسرته إلى لبنان وعمره عامين وذلك هربا من ظلم المستعمر الإيطالي
- في عام 1927 انتسب إلى جمعية الكشاف المسلم في لبنان
- في عام 1940 أصبح المفتش العام لجمعية الكشاف المسلم بلبنان
- ألف العديد من الكتب حول الحركة الكشفية
- نال العديد من الأوسمة والميداليات الكشفية
- في عام 1954 عاد إلى ليبيا وأسس أول فرقة كشفية في مدينة طرابلس
- في عام 1966 انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد حياة حافلة بالنشاط والعطاء

عودة الزائدي إلى الوطن:


اقترح أفراد البعثة الليبية إلى لبنان على القائد الزائدي أن يعود إلى أرض الوطن ويؤسس فريقا للكشاف. وبعد عودتهم قامت مجموعة من بنغازي بتهيئة لقاء للقائد علي خليفة الزائدي مع والي برقة حسين مازق. وجاء الزائدي إلى بنغازي وقابل الوالي وعرض عليه فكرة تأسيس فريق للكشاف ولكن الوالي لم يفده بالموافقة أو النفي. وذلك نظرا لأن الحكومة آنذاك لم تكن راضية عن جمعية عمر المختار والتي كانت قد أسست فريقا للكشاف تضايقت منه السلطات.


سافرعلي الزائدي من بنغازي إلى طرابلس لزيارة أخواله. وفي الوقت نفسه قابل والي طرابلس الصديق المنتصر وعرض عليه فكرته فوافق الوالي على الفور وعين علي خليفة الزائدي بدرجة مفتش تربوي في نظارة المعارف وبدأ أول خطواته بتكوين أول فرقة كشافة في طرابلس يوم 1/2/1954 بمدرسة طرابلس الثانوية وكان عدد أفرادها 37 كشافا.


في صيف العام نفسه اتفقت المنظمات الكشفية العربية على تنظيم أول مخيم كشفي على مستوى الوطن العربي في سوريا على غرار الجامبوري العالمي. وقد وجد الزائدي في هذا الظرف الفرصة المواتية لمشاركة الكشاف الليبي على مستوى ليبيا ومن الولايات الثلاث ومن ثم إقناع السلطات لتكوين حركة كشفية ليبية.


بعث الزائدي برسالتين إحداهما إلى ولاية برقة والأخرى إلى ولاية فزان مطالبا فيهما من حكومتي الولايتين الموافقة على إرسال مجموعة من الشباب من كل ولاية وذلك للمشاركة في أول تجمع كشفي عربي من نوعه.

لم يتلق القائد علي الزائدي ردا من حكومة ولاية فزان. في الوقت الذي وافقت فيه حكومة ولاية برقة على إيفاد مجموعة من الشباب إلى التجمع الكشفي العربي في سوريا وهم:

1- طه الشريف بن عامر

2- مصباح العريبي
3- عبد القادر بوقعيقيص
4- الصادق مخلوف
5- نوري رحومة
6- فتحي سليمان جعودة
7- محمد حسين المحيشي
8- عبد الجواد خليل الكوافي
9- عوض السعداوية

وقبل أن تسافر هذه المجموعة من الشباب كلف القائد علي الزائدي القائد علي الغرياني بالسفر إلى مدينة بنغازي لتدريب هذه المجموعة وتلقينها دورة سريعة لمدة أسبوع حول المباديء الكشفية. وسافرت المجموعة بعد ذلك برفقة الأستاذ المرحوم محمد ابراهيم الفلاح والذي تم إيفاده من قبل نظارة المعارف كمشرف على المجموعة.



المجموعة الموفدة إلى مخيم الزبداني بسوريا والواقفون من اليمين هم:عوض السعداوية - طه الشريف بن عامر - عبدالقادر بوقعيقيص - فتحي جعودة - نوري ارحومة - عبدالجواد الكوافي.
والجالسون من اليمين: محمد المحيشي - الأستاذ محمد الفلاح - الصادق مخلوف.


اتجهت المجموعة في طائرة إلى القاهرة. ومنها إلى بيروت حيث نزلت في معسكر كشفي بمنطقة رويسات صوفر في جبل لبنان. وهناك انضمت إليها مجموعة كشاف طرابلس بقيادة علي الزائدي. وقد بلغ عددهم الكلي 20 كشافا. وفي اليوم الثاني غادرت مجموعة كشاف ليبيا إلى سوريا وتوجهت إلى سهل الزبداني حيث أقيم المخيم العربي الذي قام بافتتاحه الرئيس السوري في احتفال كبير. وفي ذلك اليوم جرى استعراض لجميع الفرق العربية المشاركة وكان حامل راية كشاف ليبيا عبد القادر بوقعيقيص.

بعد الإفتتاح جرت العديد من النشاطات الكشفية. ثم تمت زيارة العديد من المدن والمعالم السورية ليتوجه بعد ذلك أفراد الكشاف الليبي إلى لبنان لزيارة المعالم السياحية. ومن ثم سافروا إلى القاهرة ومنها عادوا إلى ليبيا وعاد الشباب الموفدون من ولاية برقة إلى بنغازي ولم يواصلوا النشاط الكشفي لأن أغلبهم قد سافروا في بعثات خارج البلاد لاستكمال تعليمهم.


د. منصور محمد الكيخيا وتكوين فريق الكشافة:

لقاء الزائدي والكيخيا بطرابلس:


في عام 1955 بدأ الطالب منصور الكيخيا في مدرسة بنغازي الثانوية باستقطاب مجموعة من الشباب لتكوين فريق كشافة في مدينة بنغازي. واختار لذلك مجموعة من الناشطين في التربية البدنية والذين رحبوا بالفكرة.

وكان الطالب منصور الكيخيا قد تحصل من مدرس التربية البدنية (أحد أعضاء البعثة المصرية للتدريس) على كتاب حول الحركة الكشفية أحضره المدرس من مصر.

بعد أن ظهرت نتيجة امتحانات الثانوية في شهر 6 من عام 1955 سافر منصور الكيخيا إلى طرابلس لزيارة أقاربه وهناك اتصل بالقائد علي الزائدي والذي كان يشرف على تدريب الفرقة الكشفية في طرابلس. وأخبر منصورالكيخيا القائد علي الزائدي عن ماقام به من تأسيس فرقة كشافة في مدينة بنغازي. وكان الزائدي يتمنى أن تكون في بنغازي فرقة كشافة فأسعدته الفكرة ورحب بها وأخبر منصور بأن مخيما كشفيا عربيا سوف يقام في صيف العام 1956. ويجب استثمار هذه الفرصة القادمة لتشكيل فرقة كشافة في بنغازي في حالة موافقة السلطات المختصة.


أقام منصور الكيخيا في طرابلس لمدة شهرين كان خلالهما يتردد على فرقة الكشافة واطلع على مخيم سواني بن يادم حيث كان أفراد الفرقة يتدربون. وأمده القائد الزائدي بمجموعة من الكتب الخاصة بالحركة الكشفية كان من بينها كتاب (درجة مبتديء) وكتاب (كيف تدير فرقة). وهما من تأليف الزائدي وقد كانا أهم كتابين تعلم منهما منصور الكيخيا الأسس التي تقوم عليها الحركة الكشفية. كما شرح له القائد علي الزائدي الأهداف التربوية للحركة الكشفية.


عاد الطالب منصور الكيخيا إلى بنغازي يحذوه الأمل في تأسيس فرقة كشافة في مدينة بنغازي. وبحماس الشباب وقوة الإرادة قام بتكوين فرقة للكشاف لم تعترف بها نظارة المعارف. وكان أعضاء الفرقة يمارسون نشاطهم الكشفي وتمارينهم في الخلاء الواقع خلف مدرسة بنغازي الثانوية (مكان مبنى جمعية الدعوة الإسلامية الآن). وقد قاموا ببناء كوخ صغير (خس) من سعف النخيل للتجمع فيه. وكانوا يلتقون في (مربوعة) منزل الحاج محمد الكيخيا والد منصور والواقع في شارع (العقيب).


ولتوفير الزي المناسب لهم كانوا يجمعون الإشتراكات. ومن ثم اشتروا من التاجر (بن صريتي). مجموعة قمصان مع الشورتات من قماش (الكاكي).


وكانت من الملابس المستعملة من بقايا الجيش البريطاني. وقاموا بحياكة شعار كشاف ليبيا الذي أسسه الزائدي. كما وضعوا تصميما للمنديل الذي يرمز إلى كشاف برقة. وتصميما للعلم. وكانت الخياطة تتم في بيوتهم.


مخيم أبي قير عام 1956:


قبل أن يبدأ المخيم الكشفي العربي الثاني في أبي قير بالأسكندرية بعث القائد علي الزائدي برسالتين واحدة إلى ولاية فزان والأخرى إلى ولاية برقة(بعث منها نسخة إلى منصور الكيخيا). يطلب فيهما من حكومتي الولايتين إمكانية مشاركة مجموعة من الشباب الليبي في المخيم الكشفي العربي في مصر.


وصل منصور الكيخيا إلى نظارة المعارف وقابل الأستاذ حامد الشويهدي مستفسرا منه عن ما تم بخصوص الرسالة التي بعثها الزائدي. وطلب منه الأستاذ حامد الشويهدي الإنتظار ريثما تصله الموافقة من السلطات المختصة بالولاية.


وافقت حكومة الولاية على المشاركة في المخيم العربي الثاني. واقترح منصور الكيخيا على الأستاذ حامد الشويهدي أسماء 30 طالبا من منتسبي مدرسة بنغازي الثانوية. لكن الأخير اعترض على مشاركة هذا العدد من مدرسة واحدة. وكان يرغب في مشاركة مدرسة بنغازي الثانوية بعدد 15 طالبا والباقي من المعاهد الثانوية الأخرى وذلك لإتاحة الفرصة لمشاركة الجميع. وقد تم ذلك وسافر الفريق المكون من 30 طالبا إلى طرابلس عن طريق البر في حافلة يقودها السائق عاشور دندة. وكان الأستاذ عبدالله محمد الشريف رئيس قسم الرياضة البدنية بالتعليم وحكم المباريات المعروف هو المشرف على هذه المجموعة المسافرة.


وفي طرابلس تلقت المجموعة دورة تدريبية سافرت بعدها إلى الإسكندرية مع باقي أفراد الكشاف. وبلغ عددهم الكلي (160 كشافا) حيث شاركوا باسم الكشاف الليبي في المخيم الكشفي العربي الثاني بأبي قير. والذي أقيم على مساحة من الأرض تبلغ حوالي 50 فدانا. وقد ساهمت الجامعة العربية في دفع نفقات إعداده. وقام بافتتاحه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.


وأثناء وصول أفراد الكشاف الليبي إلى مخيم أبي قير كانت اللجنة المشرفة قد أعدت لهم مكانا ليقيموا فيه. لكن القائد علي الزائدي رفض أن ينزل مع مجموعته في ذلك المكان واختار مكانا آخر. وقد تمكنت مجموعة الكشاف الليبي من تجهيز المكان الذي اختاره الزائدي وبناء مخيم فيه في نفس الليلة.


وجدير بالذكر أن كشاف ليبيا قد تحصل على الترتيب الأول في المخيم الكشفي العربي الثاني في منطقة أبي قير.


تكوين الفرق الكشفية الثلاث:


في عام 1956 وبعد عودة المجموعة المشاركة في مخيم أبي قير تشكلت ثلاث فرق كشفية في مدينة بنغازي إضافة إلى فرقة في مدينة درنة وذلك بالتنسيق مع القائد علي الزائدي. حيث اعترفت السلطات رسميا بهذه الفرق. والتي كانت النواة الأولى لتأسيس باقي فرق كشاف مدينة بنغازي. والفرق الثلاث هي:


- الفرقة الأولى ومقرها مدرسة بنغازي الثانوية. بقيادة منصور محمد الكيخيا

- الفرقة الثانية ومقرها معهد المعلمين. بقيادة عبد الحميد عمران بن سليم
- الفرقة الثالثة ومقرها مدرسة الصناعة والتجارة. بقيادة عبد القادرعبدالله غوقة
أما الفرقة الرابعة التي تشكلت في مدينة درنة فكانت بقيادة خليفة شحاتة الباح.



مجموعة من أفراد كشاف بنغازي مع بعض أعضاء لجنة جمع التبرعات لصالح الجزائر


وفي البداية كانت كل فرقة تجتمع في ناد يقع في نفس مقرها. كما تجتمع الفرق الثلاث أسبوعيا في مدرسة بنغازي الثانوية لتلقي حصة الأناشيد المشتركة. وكان من أبرز المنشدين في المجموعة المرحوم عبد الرازق شنيب. ومحمد يونس نجم (الذي عرف فيما بعد مطربا باسم عبد الوهاب يوسف). ومحمد أحمد الهوني. وحسين الشطشاط.

وقد اجتمع قادة الفرق الأربعة واتفقوا على تشكيل لجنة تشرف على تنظيم أعمال الفرق الكشفية وأطلقوا عليها اسم اللجنة المركزية لكشاف برقة. وكانت كالآتي:


1- منصور محمد الكيخيا. الأمين العام

2- عبدالحميد عمران بن سليم. أمين الصندوق
3- عبد القادر عبدالله غوقة. أمين السر
4- خليفة شحاتة الباح. أمين التجهيزات

وبعث القائد منصور محمد الكيخيا برسالة إلى القائد علي الزائدي يخبره فيها بأمر الإجتماع. واللجنة المركزية التي تم تشكيلها. فرد عليه الزائدي برسالة يوافق فيها على تشكيل اللجنة. لكنه اعترض على تسميتها ب (اللجنة المركزية). نظرا لأنها لاتتفق مع المصطلحات الكشفية. والصحيح هو أن تسمى (هيئة مفوضية). وعرض القائد منصورالرسالة على أعضاء اللجنة فأجمعوا على تغيير اسم اللجنة إلى (مفوضية كشاف برقة). وكانت أول تسمية لهم.


وفي عام 1960 خصصت نظارة المعارف لمفوضية كشاف برقة. مكانا لإقامة نشاطها واجتماعاتها. وذلك في مدرسة النهضة. ثم انتقلت المفوضية إلى مقرها الحالي والذي كان يتبع لإدارة التبغ. حيث تم لها تخصيص الموقع بكامل مساحته. وفي عام 1962 بدأت مرحلة وضع أساسات مبنى المفوضية الحالي بسواعد أفراد الكشاف. ثم تعاقدت المفوضية مع المقاول سليمان بيدة لإنشاء المبنى الذي كان قد تم تصميم خريطته في بيروت باشراف مهندسين لبنانيين.


أول مخيم تدريبي لمفوضية كشاف برقة 1957:


في شتاء عام 1957 تم اختيار مجموعة من الفرق الثلاث لإقامة أول مخيم كشفي تدريبي لمفوضية كشاف برقة وقد تم اختيارالمكان قرب منطقة فرزوغة في الجبل الأخضر. وعند وصول المجموعة إلى هناك منعتهم السلطات من إقامة مخيمهم في المكان الذي اختاروه. مما اضطرهم للإنتقال إلى مكان آخر كان غير ملائم لمزاولة نشاطاتهم الكشفية فيه. حيث كانت الأرض وعرة وغير منبسطة. إضافة إلى شدة برودة الطقس. ورغم ذلك أقيم المخيم الذي كان الغرض منه التعريف بالحركة الكشفية وتطبيق مطلب (مبيت ليلة). لنيل درجة المبتديء.


تأهيل أوائل القادة في مفوضية كشاف برقة:


أول قادة للأشبال في بنغازي والواقفون من اليمين: سليمان الضراط - حسين الشطشاط منصورمحمد الكيخيا - ابراهيم شعبان - أحمد الورفلي. والجالسون من اليمين:
عوض بسيكري - محمد فنوش - الصادق المحجوب - محمد جحا الهوني.


في أغسطس من عام 1959 شاركت مجموعة من أعضاء الفرق الثلاث بمفوضية كشاف برقة في المخيم التدريبي السابع الذي أقيم في سواني بن يادم بطرابلس والذي كان الغرض منه إقامة دورة تأهيلية لإعداد قادة يتم بهم تشكيل فرق كشفية لاحقا. وكذلك لنيل الدرجة الثانية والأولى. وقد شهد المخيم مشاركة من الولايات الثلاث.

ومن أبرز الذين شاركوا من مدينة بنغازي في المخيم: (رجب الكوافي - عبد العزيز نجم - خميس الضراط - السنوسي محمد العنيزي - جمعة بوسهمين - مفتاح فنه - سليمان الضراط - محمد طاهر الحميدي - محمد بوخليل - عبدالحميد عمران بن سليم - ابراهيم البقرماوي - محمد الموهوب - محمد المحجوب - نظيم جعفر - محمد جحا الهوني - شعبان الضراط - عبدالله العبود - مصطفى بن هلوم - محمد فنوش).


بعد ذلك ومن خلال هذه المجموعة المنتسبة إلى الفرق الثلاثة السابق ذكرها انبثقت باقي الفرق التي وصل عددها في مدينة بنغازي إلى9 فرق. فكانت الفرق الستة الأخرى كالآتي:


- الفرقة الرابعة (فرقة الفتيان). بقيادة محمد المبروك الموهوب

- الفرقة الخامسة. بقيادة ابراهيم محمد حويو
- الفرقة السادسة. بقيادة شعبان محمد الضراط
- الفرقة السابعة. بقيادة محمد الحميدي
- الفرقة الثامنة. بقيادة عبدالله العبود
- الفرقة التاسعة. بقيادة السنوسي محمد العنيزي

كما قام الأخ ابراهيم شعبان (وهومن أوائل الكشافين بطرابلس). بتأسيس أول فرقة للأشبال ومقرها في مدرسة الأمير. وقد أطلق عليها اسم الكوكو.


تأسيس حركة المرشدات في مدينة بنغازي:


تأسست في عام 1958 أول باقة زهرات بمدرسة الغزالة في مدينة طرابلس بإشراف القائد علي الزائدي ثم بعد ذلك في عام 1959 تم تشكيل فرقة من المرشدات بإشراف القائد علي الزائدي أيضا. ثم تقرر في عام 1960 إقامة دورة تأهيلية للمرشدات على مستوى الولايات الثلاث
.


صورة لأول قائدات للمرشدات في مدينة بنغازي والواقفات من اليمين: مبروكة المفتي - انعام الأوجلي - فاطمة طرخان - سعاد فرحات - فتحية بوشعالة - نجاة طرخان - فتحية غرور - هند العبيدي.
والجالسات من اليمين: خدوج بوجازية - فريدة غرور - بديعة المفتي - انصاف مخلوف - سيدة جلابي - فاطمة المير - منى الدرناوي.


في تلك السنة وقبل بداية الدورة اتصل المفوض العام لكشاف برقة منصور محمد الكيخيا بالسيدة حميدة العنيزي بصفتها مراقبة تعليم البنات وطلب منها المساعدة في اختيار مجموعة من الفتيات لتكوين فرقة للمرشدات في بنغازي. واتصلت السيدة حميدة العنيزي بأولياء أمور بعض الطالبات موضحة لهم الفكرة. وتم اختيار خمس فتيات هن: (فوزية التاجوري - نجاة طرخان - هند العبيدي - فهيمة دربي - مبروكة المفتي)

واجتمعت السيدة حميدة العنيزي بأولياء أمور الطالبات الخمس وبحضور ناظر المعارف ومفوض الكشاف. وتم الإتفاق مع أولياء الأمور على سفر بناتهم إلى طرابلس بعد أن تفهموا الفكرة. واشترطوا أن تكون برفقتهن السيدة حميدة العنيزي وذلك نظرا لما تحظى به لديهم من مكانة مرموقة كمربية ومعلمة. وللإطمئنان على بناتهم.



النواة الأولى لتأسيس حركة المرشدات في بنغازي أثناء الدورة التدريبية عام 1960
الواقفتان من اليمين: نجاة طرخان - مبروكة المفتي - والجالسات من اليمين:
فوزية التاجوري - المدربة التونسية فاطمة بوعصيدة - هند العبيدي - ماجدة العنيزي


سافرت الطالبات الخمس برفقة السيدة حميدة إلى طرابلس. وهناك أقمن في معهد المعلمات وتلقين الدورة التأهيلية في المخيم التدريبي بمنطقة الغيران بإشراف القائد علي الزائدي وقائدتين من تونس الشقيقة وآخرين.

وفي صيف نفس العام كانت المنظمات الكشفية العربية قد اتفقت على إقامة المخيم العربي الرابع بتونس. فسافرت الفتيات الخمس مع مجموعة المرشدات إلى تونس وكان عددهن 16 فتاة من ليبيا واللاتي يعتبرن النواة الأولى لحركة المرشدات في ليبيا.


وقد سافرت معهن السيدة حميدة العنيزي التي انتهزت فرصة تواجدها في تونس. واتصلت بالإتحاد النسائي التونسي للتعريف بالجمعية النسائية في ليبيا ودورها الذي تقوم به. وتنسيق التعاون بين الطرفين.


بعد عودة الفتيات الخمس إلى بنغازي في عام 1960 تم تكوين أول باقتين للزهرات (من 7 إلى 12 عام). حيث كانت باقة في مدرسة الأميرة بقيادة نجاة طرخان ومساعدة هند العبيدي وفوزية التاجوري. والباقة الأخرى في المدرسة النموذجية بقيادة مبروكة المفتي ومساعدة فهيمة دربي وفريدة غرور (التي انظمت إلى الفتيات الخمس). وتشكلت بعد ذلك فرقة فتيات (من 12 إلى 15 عام). كانت بقيادة نجاة طرخان ومقرها في المدرسة النموذجية وقد التحقت العديد من الفتيات بهذه الفرقة.


المخيم التدريبي الأول للمرشدات في بنغازي:


أقيم هذا المخيم في عام 1961 وذلك في منطقة سانية رحومة بقيادة نجاة طرخان ومساعدة مبروكة المفتي. وبإشراف مفوض كشاف بنغازي منصور الكيخيا. ومحمد جحا الهوني من أعضاء الفرق الكشفية الأولى.


وكان الغرض من المخيم تدريب وتأهيل الفتيات والتعريف بحركة المرشدات في مدينة بنغازي.

وبعد انتهاء الدورة التدريبية في المخيم سافرت المرشدات إلى مدينة طرابلس لحضور المخيم المركزي لتأهيل القيادات.

وفي نفس العام تم تشكيل مفوضية مستقلة للمرشدات في بنغازي بقيادة نجاة طرخان ومقرها مدرسة بنغازي الثانوية للبنات. وقد تم فصل حركة المرشدات عن الكشافة بعد مطالبة الوفد الليبي بذلك في الأسكندرية أثناء إقامة المخيم العربي السادس. وتمت الموافقة على طلب أعضاء الوفد الليبي لتصبح حركة المرشدات مستقلة.


وفي عام 1966 أقيم أول مخيم ومؤتمرعربي للمرشدات في مدينة طرابلس وكانت القائدة نجاة طرخان رئيسة المؤتمر. وقد استمر المؤتمر ينعقد كل عامين.وفي نفس العام أيضا تم الإعتراف دوليا بمرشدات ليبيا وذلك من خلال المؤتمر الإرشادي الدولي الذي أقيم في اليابان.


وبدأت القائدة نجاة طرخان مع زميلاتها في الإنتقال والتحرك لنشر حركة المرشدات في المناطق الشرقية من البلاد (البيضاء - درنة - طبرق). وذلك برفقة عبدالقادرعبدالله غوقة. ومحمد جحا الهوني الذي كان حلقة الوصل بين الكشاف والمرشدات. وكانت السيدة حميدة العنيزي برفقة المرشدات.



ملحق الصور:


محمد المكحل أحد أفراد كشاف جمعية عمر المختار


المهرجان الكشفي الأول لكشاف بنغازي الذي أقيم عام 1959 في الملعب البلدي (مكان الدار الوطنية للكتب الآن). وذلك خلال عطلة نصف السنة.


مجموعة من أفراد كشاف بنغازي اثناء أحد الإحتفالات


أفراد البعثة المتجهة من ولاية برقة إلى المخيم العربي الأول في سوريا أثناء توديعهم في المطار


إحدى السهرات الكشفية ويظهر في الصورة الواقفون من اليمين: محمد جحا الهوني - عمران عامر - يوسف الشين.


القائدة نجاة طرخان مفوضة مرشدات بنغازي مع السيدة نازلي مديرة المكتب العالمي للمرشدات


أفراد كشافة الفرقة الثانية بمعهد المعلمين بنغازي
المصادر:
- وثائق جمعية عمر المختار.. محمد بشير المغيربي.. مؤسسة دار الهلال 1993.
- علي خليفة الزائدي قائد ورسالة.. د.محمد سعيد القشاط.. دار السراج للطباعة والنشر 2004.
- من نشاطات الكشاف العربي الليبي.. نشرة صادرة عن مفوضية كشاف ليبيا.
- حديث الأستاذ ابراهيم محمد القرقوري. أحد أعضاء الكشاف الليبي التابع لجمعية عمر المختار.
- حديث المهندس محمد حسين المحيشي. أحد أعضاء البعثة الكشفية إلى الزبداني بسوريا عام 1954.
- أحاديث القادة الكشفيين الآتية أسماؤهم:
القائد منصور محمد الكيخيا. مؤسس الفرقة الكشفية الأولى في بنغازي عام 1955.
القائد عبدالقادر عبدالله غوقة. قائد الفرقة الثانية بمعهد المعلمين عام 1956.
القائد السنوسي محمد العنيزي. قائد الفرقة التاسعة.
القائد محمد أحمد جحا الهوني. من أوائل قادة الأشبال في بنغازي.
القائد سالم جمعة اسويكر. مفوض كشاف بنغازي حاليا.
القائدة نجاة جملي طرخان. منسقة قدامى مرشدات بنغازي.

هناك تعليق واحد: