السبت، 26 نوفمبر 2011

رائدات من ليبيا :صالحة طاهر افتيتة


رائدات من ليبيا
صالحة طاهر افتيتة

بقلم:مراد الهوني


يحفل تاريخ هذه المدينة بنغازى و تاريخ ليبيا بكثير من اسماء السيدات اللواتى كان لهن دور
عظيم فى النهوض و الرقى الذى شهدته بلادنا فى الماضى و بالرغم من الضروف الحياتية الصعبة و التخلف و الجهل الذى استشرى فى بلادنا بعد سنوات من القهر و الظلم زمن الاحتلال الايطالى الذى ضيق الخناق على الليبيين و وضع امامهم حدودآ كانت عائقآ و اكمال تعليمهم و برغم ذلك فقد استطاعت المرأة الليبية بفظل تشجيع مجتمعها و اهلها ان تشارك الرجل و ان تدعمه فى السعى نحو تجاوز سلبيات الماضى البغيض و بناء ليبيا الدولة الفتية وقتها فاثيتت وجودها بمثابرتها و ارادتها و قدرتها على تحمل مشاق الدور الذى انيط بها و من بينهن كانت المربية الفاظلة المرحومة صالحة طاهر افتيتة المولودة ببنغازى فى العام 1930 التى كانت من الفتيات الاوائل التى سمح لهن اهلهن بمواصلة تعليمهم حتى انهت دراستها عن جدارة و استحقاق لتتحصل على دبلوم المعلمات فى وقت كان تحصيل التعليم حكرآ على الرجل لتتعين بعدها فى شهر يناير من العام 1946 مدرسة حيث باشرت عملها بمدرسة البنات ببنغازى و من ثم انتقلت للتدريس بمدرسة درنة للبنات بميدان البلدية و التى كانت مديرتها انذاك مفيدة الخوجة احدى رائدات التعليم بمدينة درنة و هى المدرسة التى سمحت السلطات البريطانية بافتتاحها عام 1943 بالحاح من المجلس البلدى لمدينة درنة و رجال التعليم البارزين أمثال الاساتذة : عبدالكريم جبريل و عبدالرحيم لياس و محمود دربى و غيرهم و كانت المعلمة صالحة احدى اعظاء هيئة التدريس بها الى جانب المعلمات فتحية شنيب و ابتسام شنيب و زينب جعودة و غائبة التوام و هى مدرسة سورية و كان المنهج المقرر فى المدرسة هو المنهج المصرى بأستثناء مادتى التاريخ و الجغرافيا و كان سبب انتقالها الى مدينة درنة هو انتقال اسرتها للاقامة بها بعد ان نقل عمها محمد افتيتة الذى كان يشغل مساعدآ لمدير سجن بنغازى القديم للعمل بسجن درنة و هو الذى رعاها و اخوتها فتحى و خيرية بعد وفاة والدهم و الذى كان اكبر اخوته الخمسة سنآ فى العام 1930 و اصبح لها ابآ ثانيآ بعد ان اقترن بوالدتها لكى يحافظ على هذه العائلة الصغيرة لتعيش فى كنفه و تحت رعايته كعادة معظم الاسر البنغازية القديمة فى مثل هذه الامور فعمل المرحوم محمد افتيتة على تنشئة اولاده و ابناء اخيه و منهم الفتاة الصغيرة انذاك صالحة على حب العلم و التزود بالمعارف فادخلها و اختها التى كانت تكبرها بسنوات قليلة المدارس الابتدائية فى وقت كان دخول الفتيات اليها من المحرمات فاتمت تعليمها بارادة قوية و ثقة عالية بالنفس لتنجح فى اختبارات الدراسة فى سنتها النهائية و هى الشهادة الايتدائية و هو المستوى الاعلى الذى يمكن لفتاة فى مثل سنها بلوغه فى تلك الفترة نهاية الثلاثينيات من القرن الماضى و التى شهدت بدايات النهاية لاحتلال ايطالى غاشم عبث باحلام من هم فى سنها من الاطفال الليبيين الذين عانوا ويلات هذا الاحتلال بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لتفرض عليهم الحرب العالمية الثانية بعد ذلك نمطآ معيشيآ عكس حالة من القلق و الترقب و الخوف سيطرت على عقولهم و احلامهم و حياتهم لتتحول الى جحيم لا يطاق و تغدو مدينة بنغازى فى ظل هذه الحرب الضروس مدينة من الاشباح بعد ان هجرها اهلها و ساكنيها الى مناطق اكثر أمنآبعيدآ عن القصف و اعمال التنكيل التى تعرض لها مواطنيها على يد عصابات الفاشيين الايطاليين و لم يتبق فيها الا عدد بسيط لم تمكنه ضروفه الصعبة من المغادرة و بعد ان وضعت الحرب اوزارها عادت معظم الاسر البنغازية الى بيوتها و عادت الحياة شيئآ فشيئآ الى طبيعتها وعادت احلام اطفال هذه المدينة فى مستقبل اكثر امنآ و امان لتطفو على السطح وسط ركام هذه الحرب و مخلفاتها و من بين هذه الاحلام كان حلم هذه الفتاة الصغيرة التى اصبحت شابة يافعة ان تستكمل تعليمها و تصبح مدرسة و لان ليبيا وقتها بدأت فى خوض معاركها لمحاربة التخلف و الجهل و الامية و للاعداد المتزايدة من الفتيات الراغبات فى الالتحاق بركب التعليم فقد تم اعداد مجموعة من المعلمات اللواتى اقيمت لهن دورات دراسية مكثفة لتأهيلهن كمدرسات لاولى مدارس البنات قبل الاستقلال التى كانت فى معظمها تحت اشراف الادارة الانجليزية و نجحت فى تبوء مكانتها كمدرسة للغة العربية بمدرسة البنات ببنغازى و كذلك فى مدرسة البنات بدرنة حتى عودة اسرتها فى بدايات الخمسينيات حيث قامت بالتدريس بمدرسة الاميرة الى جانب شغرها لمنصب نائبة المديرة و التى كانت وقتها الناظرة حميدة العنيزى و كان ذلك فى العام 1953 و رغم شظف العيش و قلة الحيلة عند معظم اهالى المدينة الذين خرجوا بالكاد من ضروف الحرب تلك الا ان رغبتهم فى تعليم ابنائهم و بناتهم و تربيتهم التربية الصادقة كانت من الاسباب التى دعت ادارة التعليم وقتها الى فتح مدارس جديدة داخل المدينة و فى اطرافها حتى تسهل على الطلبة امكانية الالتحاق بالمدارس القريبة من احيائهم فتم على أثر ذلك تكليف الاستاذة الشابة صالحة بادارة مدرسة البركة للبنات لتصبح ناظرتها اعتبارآ من تاريخ 10-4-1956 و انتقلت بعد ذلك عام 56- 57 كناظرة لمدرسة بن عيسى الابتدائية للبنات و خلال عام 58 – 60 مديرة لمدرسة العيساوى الابتدائية للبنات بشارع العيساوى بالبركة و خلال عام 60 – 61 مساعدة ادارية لمدرسة بنغازى الثانوية للبنات لتعود بعد ذلك و بناء على رغبتها لشغر منصب مديرة لمدرسة العيساوى للبنات و خلال عملها بسلك التدريس تلك اختيرت كمديرة للدورات الخاصة بالتغذية المدرسية للمدرسات اعتبارآ من 13 – 7 1963 و خلال عام 68 – 69 كمديرة لمدرسة البركة النموذجية للبنات و تم بعد ذلك نقلها للعمل كمديرة لمدرسة البركة الاعدادية للبنات اعتبارآ من 4 – 2 – 1970 و استمرت فى ادائها لوظيفتها هذه حتى تاريخ 24 – 2 – 1971 و هو التاريخ الذى تقدمت فيه بطلبها للتقاعد لظروف اجتماعية كما ذكرت فى طلبها انذاك بعد مسيرة تربوية و تعليمية حافلة بالعطاء و الجهد من اجل نهضة و رقى هذا الوطن الذى كان انتماء اناس على شاكلتها اليه من الاسباب التى عجلت فى خروجه من محنته تلك و من اعادة بنائه على اسس سليمة و راسخة ديدنها بناء الانسان النموذجى و تنشئته و تربيته ليكون ذخرآ لهذا الوطن و زاده المستقبلى فتربت على يدى هذا الجيل من المربيات الفاظلات الاف من الطلبة و الطالبات الذين لازالوا يذكرون بالعرفان و الفظل ما قدمته هولاء المعلمات اللواتى نتذكرهم من خلال هذه المربية الفاظلة المرحومة صالحة طاهر افتيتة التى كان لها ايظآ نصيب وافر من المشاركة و المساهمة فى بدايات العمل الاهلى فى ليبيا و فى بنغازى بالذات من خلال الانخراط فى نشاطات جمعية النهضة النسائية فعملت و مجموعة من المدرسات االمتطوعات فى دورات لمحو الامية لعظوات الجمعية و فى غير ذلك من الانشطة التى كان لها السبق فى القيام بها فكانت هى و غيرها بعملهم الانسانى هذا مدعاة للفخر عند اهلها و بين اقرانها وقد رزقت المربية الفاضلة صالحة افتيتة باربعة من الابناء ثلاثة من البنات وابن واحد ( هالة – مها – منال – مروان ) كانت لهم الام الحنونة الام التى لم تدخر جهدآ فى تربيتهم التربية المثلى على الفضيلة و الاخلاق و التمسك باهداب ديننا الحنيف و تعاليمه و على حب العلم و هى التى انيطت بها مهمة التربية و التعليم لاجيال من الطلبة و الطالبات فتحصل ابناؤها على اعلى الدرجات العلمية من بكالوريس و ليسانس و ماجستير و الفضل لله اولآ و لوالدتهم من بعد الله ثانيآ
انتقلت المرحومة صالحة الى الرفيق الاعلى بتاريخ 14 – 11 – 2000 و شيع جثمانها الطاهر الى مقبرة الهوارى حيث وورى الثرى










الخميس، 24 نوفمبر 2011

موظفوا المصارف التجارية ببنغازي يضربون ليومين و يهددون بالمزيد إذا استمر تدهور الوضع الامني

قام موظفوا المصارف التجارية اليوم الأربعاء 23-11-2011 بتجمع أمام مصرف ليبيا المركزي –بنغازي ، وذلك للإضراب عن العمل ليومي الأربعاء والخميس لما يشهده القطاع المصرفي من تدهور الحالة الأمنية اذ اصبح موظف المصرف يؤدي عمله تحت تهديد السلاح والاكراه والتعامل الأخلاقي ، الامر الذي انعكس سلبا” على مصارفنا من حيث ثقة المودعين وتزايد مخاطر التشغيل .

وبتوجية الحديث الى ألاخ/ وليد نجم رئيس رابطة موظفي مصرف الجمهورية

توجه قائلا”…الحمدلله والصلاة على رسول الله , نحن اليوم نتوجه اليكم من باب حرصنا العميق على مصارفنا

ولا أحد يحهل الدور التي قامت به المصارف التجارية اعتبارا” من يوم الثاني والعشرون من فبراير والذي يتمثل في تقديم الخدمات المالية وتوفير الدعم لثوارنا في الجبهات المختلفة في البريقة ومصراتة والزنتان والى الان ، واستمرار تقديمها الى النازحين من المناطق المختلفة من جميع مدن ليبيا الحبيبة وحتى الان .

ونحن كموظفين وطنيين نطالب بتوفير الحماية لمصارفنا و ضرورة توفير الحماية الامنية الرسمية لمقار المصارف ، لنتمكن من تقديم الخدمة على افضل وجه ، وانه مالم يتم توفير الامن اللازم لحماية مصارفنا و موظفيها فأننا سنضطر أسفين في الاضراب عن العمل الى توفير الامن ..

.

.

.

.

جرحى الثوار يتهمون الانتقالي بتهميشهم



ثوار ليبيا حملوا جراحهم وخيبة آمالهم بعد أن طرقوا جميع الأبواب فلم يبقى لهم سوى منابر الإعلام علها كما يقولون تنشر الحقائق وسط التغيب والتهميش من قبل الانتقالي وحزمة حقائبه من الوزارات..

يقول عمر خليفة محمد من مواليد 1980م احد ثوار ليبيا الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل تحرير البلاد من براثن الفساد، تعرضت لسبع طلقات في قدامي اليمن واليسرى خلال تقدمنا إلى منطقة الوادي الأحمر بتاريخ 27/3/2011 تم نقلي إلى مستشفى المقريف بمدينة إجدابيا حيث أجريت لي عمليتان لنزع الرصاص.

وقد تم نقله كما يقول المصاب إلى مستشفى الجلاء بمدينة بنغازي حيث اجمع عدد من الأطباء بضرورة بتر الساق بسبب شدة الالتهاب، مضيفًا انه وقبل إجراء عملية البتر نقلت برفقة 27 مصاب إلى ايطاليا.

وأوضح الثائر أنه وقبل استكمال رحلة العلاج في ايطاليا تفاجئوا بقرار يفيد بضرورة العودة إلى ليبيا بحجة إن الميزانية لا تكفي لمصاريف علاج الثوار.

خرجنا من المستشفى إلى المطار ومنه إلى ارض الوطن نحمل جراح عجزت ميزانية بلادنا عن تضميدها، ولان حالتنا حرجة فور عودتنا نقلنا إلى مستشفى الجلاء والذي عجز بدوره عن توفير العلاج والدواء،لم يكن أمامنا سوى العودة بعاهاتنا إلى عائلاتنا لنستكمل رحلة العلاج ببعض القطن والشاش والذي نشتريه على حسابنا الخاص من الصيدليات.

وأكد الجريح أنه يقوم بمداواة جروحه الملتهبة من خلال بعض المطهرات التي يقوم بشرائها من بعض الصيدليات، في تغيب تام لدور المستشفيات مشيرًا بان هناك العديد من الجرحى والمصابين الذين تجاهلهم المجلس الانتقالي ومكتبه التنفيذي ويقبعون في منازلهم طريحو الفراش.

كنا نظن إن عصر المحاباة والظلم والمحسوبية والوساطة لم يعد له مكان ولكن يبدوا إن رحلة علاجنا خارج البلاد غيبتنا عن حقيقة أن الثورة سرقت ولم يبقى منها سوى ثوار بعاهات وإعاقات.

وفي السياق نفسه يتحدث الجريح وليد سالم العبيدي، مواليد 1986م، انه أصيب نتيجة انفجار لغم أثناء تواجده داخل سيارة برفقة عدد من الثوار بمدينة البريقة خلال عملية الاشتباكات مع كتائب القذافي.

وقال العبيدي، أن عدد من رفاقه استشهدوا وأصيب هو برجله ويده وقد نقل إلى مستشفى المقريف بمدينة اجدابيا ومنه إلى مستشفى الجلاء ببنغازي.

وأضاف الثائر،انه وبسبب خطورة الإصابة قررت أسرته السفر به لدولة مصر لتلقي العلاج على حسابه الخاص ولم أتلقى أي دعم من وزارة الصحة أو أي جهة كما يقول العبيدي بالرغم من إن أسرتي قامت بالعديد من المحاولات سواء مع المجلس الانتقالي أو وزارة الصحة ولكن دون جدوى.

وتابع المصاب قائلا” لقد قامت عائلتي ببيع كل ما تملك من اجل استكمال علاجي ولكن نفذ المبلغ ولم تلتئم جراحي تم بتر ساقي ويدي ولازلت بحاجة إلى إجراء المزيد من العمليات الجراحية ولم يبقى لأسرتي ما يبعونه من اجلي بعد إن قاموا ببيع كل ما فوقهم وما تحتهم .

وناشد وليد العبيدي من خلال صحيفة قورينا المسؤول عن ملف الجرحى والمفقودين للتدخل من أجل التخفيف من آلامه ومعاناته وتوفير الدواء والعلاج لحالته التي تزداد سوءًا كل يوم.

قورينا الجديدة- رجاء الشيخي